کد مطلب:109881 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:150
لما اجتمع الناس الیه وشكوا ما نقموه علی عثمان وسألوه مخاطبته واستعتابه لهم، فدخل علیه فقال: إِنَّ النَّاسَ وَرَائی، وَقَدِ اسْتَسْفَرُونی بَیْنَكَ وَبَیْنَهُمْ، وَوَاللهِ مَا أَدْرِی مَا أَقُولُ لَكَ! مَا أَعْرِفُ شَیْئاً تَجْهَلُهُ، وَلاَ أَدُلُّكَ عَلَی أَمْر لاَ تَعْرِفُهُ، إِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نَعْلَمُ، مَا سَبَقْنَاكَ إِلَی شَیْءٍ فَنُخْبِرَكَ عَنْهُ، وَلاَ خَلَوْنَا بِشَیْءٍ فَنُبَلِّغَكَهُ، وَقَدْ رَأَیْتَ كَمَا رَأَیْنَا، وَسَمِعْتَ كَمَا سَمِعْنَا، وَصَحِبْتَ رَسُولَ الله -صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِه- كَمَا صَحِبْنَا. وَمَا ابْنُ أَبِی قُحَافَةَ وَلاَ ابْنُ الْخَطَّابِ بِأَوْلَی بِعَمَلِ الْحَقِّ مِنْكَ، وَأَنْتَ أَقْرَبُ إِلَی رَسُولِ اللهِ -صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِه وَسَلَّمِ- وَشِیجَةَ رَحِمٍ مِنْهُمَا، وَقَدْ نِلْتَ مَنْ صَهْرِهِ مَا لَمْ یَنَالاَ. فَاللهَ اللهَ فِی نَفْسِكَ! فَإِنَّكَ ـ وَاللهِ ـ مَا تُبَصَّرُ مِنْ عَمیً، وَلاَ تُعَلّمُ مِنْ جَهْلٍ، وَإِنَّ الْطُّرُقَ لَوَاضِحَةٌ، وَإِنَّ أَعْلاَمَ الدِّینِ لَقَائِمَةٌ. فَاعْلَمْ أَنَّ أَفْضَلَ عِبَادِاللهِ عِنْدَ اللهِ إِمَامٌ عَادِلٌ، هُدِیَ وَهَدَی، فَأَقَامَ سُنَّةً مَعْلُومَةً، وَأَمَاتَ بِدْعَةً مَجْهُولَةً، وَإِنَّ السُّنَنَ لَنَیِّرَةٌ، لَهَا أَعْلاَمٌ، وَإِنَّ الْبِدَعَ لَظَاهِرَةٌ، لَهَا أَعْلاَمٌ، وَإِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَاللهِ إِمَامٌ جَائِرٌ ضَلَّ وَضُلَّ بِهِ، فَأَمَاتَ سُنَّةً مَأْخُوذَةً، وَأَحْیَا بِدْعَةً مَتْرُوكَةً. وَإِنی سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِه- یَقُولُ: «یُؤْتَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِالْإِمَامِ الْجَائِرِ وَلَیْسَ مَعَهُ نَصِیرٌ وَلاَ عَاذِرٌ، فَیُلْقَی فِی نَارِ جَهَنَّمَ، فَیَدُورُ فِیهَا كَمَا تَدُورُ الرَّحَی، ثُمَّ یَرْتَبِطُ فِی قَعْرِهَا». وَإِنی أَنْشُدُكَ اللهَ ألَّا تَكُونَ إِمَامَ هذِهِ الْأُمَّةِ الْمَقْتُولَ، فَإِنَّهُ كَانَ یُقَالُ: یُقْتَلُ فِی هذِهِ الْأُمَّةِ إِمَامٌ یَفْتَحُ عَلَیْهَا الْقَتْلَ وَالْقِتَالَ إِلی یَوْمِ الْقُیَامَةِ، وَیَلْبِسُ أُمُورَهَا عَلَیْهَا، وَیَبُثُّ الْفِتَنَ فِیهَا، فَلاَ یُبْصِرُونَ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ، یَمُوجُونَ فِیهَا مَوْجاً، وَیَمْرُجُونَ فِیهَا مَرْجاً. فَلاَ تَكُونَنَّ لِمَرْوَانَ سَیِّقَةً یَسُوقُكَ حَیْثُ شَاءَ بَعْدَ جَلاَلَ السِّنِّ وَتَقَضِّی الْعُمُرِ. فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: كَلِّمِ النَّاسَ فِی أَنْ یُؤَجِّلُونِی، حَتَّی أَخْرُجَ إِلَیْهِمْ مِن مَظَالِمِهِمْ، فَقالَ عَلَیْهِ السَّلَامُ: مَاكَانَ بِالْمَدِینَةِ فَلاَ أَجَلَ فِیهِ، وَمَا غَابَ فَأَجَلُهُ وُصُولُ أَمْرِكَ إِلَیْهِ.
ومن كلام له علیه السلام